وَالْمُظْهِرينَ لأَمْرِ اللهِ وَنَهْيِهِ (١)
____________________________________
(١) ـ المظهرين جمع المُظِهر ، اسم فاعل من الظهور : بمعنى وضوح الشيء ، وبروزه ، وتبيّنه.
يقال : ظهر الشيء : إذا بان وبرز بعد الخفاء.
وأهل البيت النبوي هم خزنة علم الله وورثة علم الرسول ، فكانوا هم العالمون بأوامر الله ونواهيه ، والمظهرون لأمر الله ونهيه كما تلاحظه في حديث خطبة الإمام الصادق عليه السلام في شأن ألأئمّة الطاهرين سلام الله عليهم أجميعن جاء فيه : «آتاه علمه ، وأنبأه فصل بيانه ... وانتدبه لعظيم أمره وأحيا به مناهج سبيله ، وفرائضه وحدوده» (١).
وهم العين الصافية ، والمعدن الفيّاض بالأحكام الشرعية والمعالم الربّانية ، وجميع الموضوعات المأمورة والمنهيّة كما تلاحظه في حديث عبد العزيز بن مسلم عن الإمام الرضا عليه السلام : «بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحجّ والجهاد وتوفير الفيء والصدقات ، وإمضاء الحدود والأحكام ، ومنع الثغور والأطراف الإمام يحلّ حلال الله ، ويحرّم حرام الله ، ويقيم حدود الله ، ويذبّ عن دين الله» (٢).
وبالعيان والوجدان نجد ما ظهر من بياناتهم الشريفة في أحاديثهم المنيفة ، المبيّنة لحلال الله وحرامه ، وأموامره ونواهيه ، وسننه وأحكامه ، ممّا حُرّرت في كتب أصحابهم ورواتهم حتّى أنّه جمعت أحاديثهم الشريفة في الكتب الكثيرة فبلغت (٦٦٠٠) كتاباً كما أفاده المحدّث الحرّ العاملي (٣).
منها أربعمائة كتاب لأربعمائة مصنّف ، سمّيت بالاُصول الأربعمائة فصّلنا بيانها
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٢٠٣ ح ٢.
(٢) الكافي : ج ١ ص ٢٠٠ ح ١.
(٣) وسائل الشيعة : ج ٢٠ ص ٤٩.