وَالدَّعْوَةِ الْحُسْنى (١)
____________________________________
(١) ـ الدعوة جاءت هنا بأحد معنيين أو كليهما وهما :
المعنى الأوّل : مصدر دعا يدعو دعوةً بمعنى أنّهم عليهم السلام أهل الدعوة الحسنى ، بحذف المضاف.
فإنّهم أحسن الدعاة ، والداعون بأحسن وجه ، إلى الله تعالى وإلى الإسلام وإلى الإيمان والتقوى وطريق الجنّة الذي هو طريق النجاة والفوز بالسعادات.
دَعَوا إليها بأبلغ بيان وأطرف لسان ، وهَدَوا الناس بالحجج القاطعة والأدلّة المُقنعة.
فكانوا كسيّدهم الرسول الأعظم فيا وصفه الله تعالى بقوله : (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا) (١).
وجاء في زيارة خاتمهم الأكرم الإمام المهدي عليه السلام : «السلام عليك يا داعيّ الله» في زيارة آل يس المعروفة (٢).
وفي حديث البصائر عن الإمام الصادق عليه السلام قوله : «جعل الله الأئمّة الدعاة إلى التقوى» (٣).
فأهل البيت عليهم السلام هم الدعاة إلى الله تعالى بالدعوة الحسنى.
ويكفيك دليلاً على حسن دعوتهم ، سيرتهم الحسنة ، وإحتجاجاتهم المستحسنة ، وقد شهد العدوّ بكمال حجّتهم وحسن دعوتهم ، كما تلاحظ ذلك في إعتراف ابن أبي العوجاء في أوّل حديث توحيد المفضّل (٤).
__________________
(١) سورة الأحزاب : الآية ٤٦.
(٢) الإحتجاج : ج ٢ ص ٣١٦.
(٣) مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار : ص ١٠١.
(٤) بحار الأنوار : ج ٣ ص ٥٨.