.........................................
____________________________________
المعنى الثاني : أن تكون الدعوة بمعنى الدعاء ويقال : دعوتُ الله أدعوه دعاءً ودعوةً : أي إبتهلت إليه بالسؤال ، ورغبت فيما عنده من الخير (١).
فالمعنى أنّ في شأنهم كانت دعوة أبيهم نبي الله إبراهيم عليه السلام فكانوا هم المقصودون بالدعوة الحسنة من سيّدنا إبراهيم الخليل.
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «وأنا دعوة أبي إبراهيم عليه السلام» (٢).
وقال الإمام الباقر عليه السلام : «فنحن والله دعوة إبراهيم عليه السلام» (٣).
فإنّ النبي إبراهيم عليه السلام دعا لهم في مواضع متعدّدة حكاها القرآن الكريم وهي :
(١) فيما حكاه الله تعالى بقوله : (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٤) ـ (٥).
(٢) فيما حكاه الله تعالى من دعائه بقوله : (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (٦) ـ (٧).
(٣) فيما حكاه الله تعالى من دعائه أيضاً بقوله : (وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) (٨) حيث استجاب الله دعاءه وأخبر عنه بقوله : (وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) (٩) ـ (١٠).
__________________
(١) مجمع البحرين : مادّة دعا ص ٢٩.
(٢) تفسير القمّي : ج ١ ص ٦٢.
(٣) تفسير الصافي : ج ٣ ص ٩١.
(٤) سورة البقرة : الآية ١٢٨ ـ ١٢٩.
(٥) تفسير الصافي : ج ١ ص ١٩٠.
(٦) سورة إبراهيم : الآية ٣٧.
(٧) تفسير الصافي : ج ٣ ص ٩٠.
(٨) سورة الشعراء : الآية ٨٤.
(٩) سورة مريم : الآية ٥٠.