وَاَعْلامِ التُّقى (١)
____________________________________
(١) ـ أعلام : جمع عَلَم بفتحيتين مثل أسباب جمع سَبَب ، معناه العَلامة.
ويطلق على الجبل الذي يُعلم به الطريق ، والمنار المرتفع الذي يوقد في أعلاه النار ليهتدي به الضالّ ، والراية التي يعرف بها أهل تلك الراية وتكون علامةً لهم.
والتُّقى مصدر إتّقى يتّقي ، وتقى يتّقي ، تُقىً وتِقاء ، معناه التقوى.
والتقوى على وزن نجوى إسم من الإتّقاء ، وهي لغةً بمعنى التحذّر (١).
وجاء في الكتاب العزيز بمعنى الخشية والهيبة ، ومنه قوله تعالى : (وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) (٢).
وبمعنى الطاعة والعبادة ، ومنه قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) (٣).
وبمعنى تنزيه القلوب عن الذنوب ، ومنه قوله تعالى : (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) (٤) ـ (٥).
وقال العلاّمة المجلسي : (التقوى من الوقاية ، وهي في اللغة فرط الصيانة ، وفي العرف صيانة النفس عمّا يضرّها في الآخرة ، وقصرها على ما ينفعها فيها ، ولها ثلاث مراتب :
١ ـ وقاية النفس عن العذاب المخلّد بتصحيح العقائد الإيمانيّة.
٢ ـ التجنّب عن كلّ ما يؤثم من فعل أو ترك ، كما هو المعروف عند أهل الشرع.
٣ ـ التوقّي عن كلّ ما يشغل القلب عن الحقّ ، وهذه درجة الخواصّ بل خاصّ
__________________
(١) لسان العرب : ج ١٥ ص ٤٠٢.
(٢) سورة البقرة : الآية ٤١.
(٣) سورة آل عمران : الاية ١٠٢.
(٤) سورة النور الآية ٥٢.
(٥) مجمع البحرين : مادّة تقا ص ٩٦.