.........................................
____________________________________
خلقه ، وشهداؤه في أرضه» (١).
ولتوضيح النشأة الاُولى بمعنى عالم الذرّ لا بأس ببيان ما يلي :
إنّ المستفاد من كتاب الله الكريم والسنّة الشريفة أنّ جميع البشر مخلوق من الطين كما هو صريح قوله عزّ إسمه : (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) (٢).
وسادة الخلق محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم أجميعن ، أبدانهم مخلوقة من طينة علّيين ـ وأرواحهم مخلوقة من النور ـ.
ومن طينة أبدان أهل البيت عليهم السلام خلقت أرواح شيعتهم ، وخلق أبدان الشيعة من طينةٍ دون ذلك.
كما خلق أعداؤهم من طينة خبال من حمأٍ مسنون ، أي طينة فاسدة من الطين الأسود المُنتن السجّين ، وخلقت أرواحهم من طينة دون ذلك.
وقد مزج بين الطينتين الطيّبة والفاسدة فجعل في المؤمن شيء من الطينة الفاسدة ، كما جعل في غير المؤمن شيء من الطينة الطيّبة (٣) لكي يتمّ الإختيار في الإنسان ، ويمكن به الطاعة والعصيان ، ولا يكون جبرٌ في الخلقة ، ولا إجبار في الجبلّة.
والأرواح خلقت قبل الأبدان بألفي عام ، وكانت موجودة في الجوّ إلى أن خلق الله الأبدان ، وتسمّى تلك الخلقة بعالم الأظلّة والأرواح.
ثمّ خلقت الأبدان أوّل ما خلقت بصورة الذرّ الصغير جدّاً ، واُخذ منهم الميثاق واُودعوا في صلب آدم عليه السلام ، وتسمّى تلك الخلقة بعالم الذرّ والأبدان والميثاق ، وهي
__________________
(١) كتاب سليم بن قيس : ج ٢ ص ٨٤٠ ح ٤٢.
(٢) سورة السجدة : الآية ٧.
(٣) بحار الأنوار : ج ٥ ص ٢٤٣ ب ١٠ ح ٣٠ ـ ٣١.