المقدّمة
أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين اصطفاهم الله تعالي لنفسه وجعلهم خلفاء في أرضه وخصّهم بفائق کراماته وجعل کامل معرفتهم منحصراً بذاته وخاتم رسله ، فلا يمکن العباد أن يعرفونهم حقّ المعرفة ، بل تکون معرفتهم بقدر ما يکون للبشر من طاقة ، وبمقدار ما يکون للإنسان من قدرة.
وقد ذکرنا بمنّه تعالي شمّة بيان وخلاصة برهان لإمامتهم الحقّة ، وولايتهم المطلقة في کتاب العقائد (١) ضمن فصول خمسة تتلخّص في :
(١) ضرورة الإمامة للبشر قاطبة.
(٢) الإمامة انتصابية من الله تعالي ، لا إنتخابية من الناس.
(٣) انحصار الإمامة في الهداة الغرر الأئمّة الإثني عشر عليهم السلام.
(٤) خصوصيات الإمام والإمامة.
(٥) وظائف الاُمّة تجاه أهل بيت العصمة.
وامتداداً لتلک الفصول نرجوا من الله الوصول إلي ما تيسّر من معرفة الأئمّة ، والتعرّف علي سادة الاُمّة وعرفان الخصائص والفضائل الثابتة لهم ، إستفادةً من دليل معرفتهم وحديث فضيلتهم ، أعني زيارتهم الجامعة ولئاليهم اللامعة الواردة عن سيدنا الإمام الهمام علي بن محمّد الهادي عليهما سلام. وهي أصحّ الزيارات سنداً ، وأتمّها
__________________
(١) العقائد الحقّة : ص ٢٥٧ ـ ٣٥٣ الطبعة الاُولي.