حَتّى اَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ (١) وَبَيَّنْتُمْ فَرائِضَهُ (٢)
____________________________________
(١) ـ العلانية : خلاف السرّ ، والإعلان هو النشر والإظهار.
وأعلنتم دعوته : أي أظهرتم ونشرتم دعوة الله الحقّة بين الناس ، وبعلانية الدعوة حصل للناس العلم والمعرفة ، وتمّ البيان والحجّة.
ودعوة الله التي أعلنوها هي دعوته تعالى خلقه إلى معرفته ومعرفة أوليائه وعبادته ، وسنّته وفرائضه ، وأوامره ونواهيه.
وهي دعوة إلى أسباب السعادة ، ودعوة إلى الجنّة ، ودعوة إلى الحياة الأبدية كما نطق به الكتاب الكريم في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (١) ـ (٢).
وكلّ ما أعلنه أهل البيت عليهم السلام هي دعوة الله تعالى ، إذ هم خلفاء رسول الله فهم الدعاة إلى الله.
وفي نسخة الكفعمي زيادة : «وقمعتم عدوّه ، وأظهرتم دينه».
(٢) ـ التبيين : إظهار الشيء وتمييزه بحيث لا يشتبه بغيره ، من البيان بمعنى الوضوح والإنكشاف.
أي أوضحتم فرائض الله تعالى.
وفرائض الله تعالى هي واجباته المفروضة ، أو أحكامه بنحو عام.
وفي الشموس الطالعة : (إنّ الفرائض هي ما بيّن الله وجوبه في كتابه كالصلاة والصوم والحجّ والجهاد ...) (٣).
وأهل البيت سلام الله عليهم هم أوصياء النبي الأعظم ، والخلفاء على الدين
__________________
(١) سورة الأنفال : الآية ٢٤.
(٢) كنز الدقائق : ج ٥ ص ٣١٥.
(٣) الشموس الطالعة : ص ٣٠٢.