وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ (١)
____________________________________
(١) ـ الإيتاء هو البذل والإعطاء.
والزكاة جاءت لغةً بمعنى الطهارة وبمعنى النماء.
لأنّها إمّا مصدر زكّى بالتشديد بمعنى طَهَّرَ ، ومنه قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) (١) أي طهّر نفسه ، أو مصدر زكى بالتخفيف بمعنى نَما ، ومنه قوله تعالى : (ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ) (٢) أي أنمى لكم.
والزكاة تناسب كلا المعنيين الطهارة والنمو ، فزكاة المال طهر للمال ، وزكاة الفطرة طهر للأبدان.
وكذلك زكاة المال تطهّر المال من الخبث فتكون بمعنى الطهارة ، وتستجلب البركة في المال فتكون بمعنى النموّ (٣).
وحكى صاحب الجواهر عن الشهيد الأول قدس سره معنىً ثالثاً للزكاة وهو العمل الصالح فإنّه قد تطلق عليه ، ثمّ أفاد أنّه لعلّ منه قوله تعالى : (وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) (٤) ـ (٥).
فتكون معاني الزكاة في اللغة ثلاثة : الطهارة ، والنماء ، والعمل الصالح.
هذا لغةً وأمّا إصطلاحاً فالمستفاد من تعاريف الفقهاء رضوان الله عليهم أنّ الزكاة : (اسم للصدقة المقدّرة بأصل الشرع ، المتعلّقة بالنصاب ، الثابتة في المال أو في الذمّة).
وأهل البيت سلام الله عليهم آتوا الزكاة ، وأعطوا الصدقات الواجبة والمستحبّة ، بكلّ معنى الكلمة ، وبأكمل ما يمكن ، وبأسخى بذلٍ يتصوّر.
__________________
(١) سورة الشمس : الآية ٩.
(٢) سورة البقرة : الآية ٢٣٢.
(٣) مجمع البحرين : مادّة زكا ص ٤١.
(٤) سورة مريم : الآية ٣١.
(٥) جواهر الكلام : ج ١٥ ص ٢.