وَشُهَداءَ عَلى خَلْقِهِ (١)
____________________________________
(١) ـ شهداء : جمع شاهد ، وهو : من يُخبر خبراً جزميّاً عن مشاهدة ، أو ما يقوم مقام المشاهدة من الأدلّة والبراهين كما يستفاد من شيخ الطائفة قدس سره (١).
فحقيقة الشهادة هي الحضور مع المشاهدة بصراً أو بصيرة.
وأهل البيت عليهم السلام رضى بهم الله تعالى شهداء على الخلق في أعمالهم وأفعالهم ، وفي تصديقهم وتكذيبهم.
وقد فُسّر بهم عليهم السلام قوله تعالى : (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (٢) ـ (٣).
وقد أفاد والد العلاّمة المجلسي تواتر الأخبار بكونهم عليهم السلام الشهداء على خلق الله (٤).
وقد عقد ثقة الإسلام الكليني قدس سره باباً في أنّ الأئمّة عليهم السلام شهداء الله عزّ وجلّ على خلقه (٥) من ذلك :
حديث بريد العجلي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ : (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)؟
قال : «نحن الاُمّة الوسطى ، ونحن شهداء الله على خلقه وحججه في أرضه ... فرسول الله صلى الله عليه وآله الشهيد علينا بما بلّغنا عن الله عزّ وجلّ ، ونحن الشهداء على الناس ، فمن صدّق صدّقناه يوم القيامة ، ومن كذّب كذّبناه يوم القيامة» (٦).
__________________
(١) تفسير البيان : ج ٢ ص ٤١٦.
(٢) سورة البقرة : الآية ١٤٣.
(٣) تفسير الصافي : ج ١ ص ١٩٧.
(٤) روضة المتّقين : ج ٥ ص ٤٧٢.
(٥) الكافي : ج ١ ص ١٩٠.
(٦) الكافي : ج ١ ص ١٩٠.