وَالْمُقَصِّرُ فى حَقِّكُمْ زاهِقٌ (١)
____________________________________
(١) ـ التقصير في الشيء هو : التواني فيه.
والحقّ هو : كلّ شيء ثابت محقّق ذو حقيقة ، ضدّ الباطل الذي لا حقيقة له ولا ثبات فيه.
قال تعالى : (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (١).
والزهوق هو : الهلاك والتلف ، من قولهم زَهَقَت نفسه أي خرجت روحه ، وزهق الباطل.
أي اضمحلّ ، أي إنّ من قصّر في إمامتكم وولايتكم وحبّكم وطاعتكم ومتابعتكم ورتبتكم العالية وحقوقكم الراقية يكون من الهالكين المعذّبين.
فإنّ لأهل البيت عليهم السلام علينا حقوقاً شرعية ووظائف دينية يلزم علينا أداؤها والوفاء بها مثل : معرفتهم ، والإقرار بإمامتهم ، والتسليم لهم ، وموالاتهم ، والتبرّي من أعدائهم ، وإطاعتهم ، والرجوع إليهم ، والاستغاثة بهم ، وحبّهم ، ونصرتهم.
ذكرناها بأدلّتها تفصيلاً في العقائد فلاحظ (٢).
وقد دلّت الأحاديث الشريفة أنّ المقصّر في حقّهم يكون من الهالكين ، من ذلك :
١ ـ حديث ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم من ادّعى إمامة من الله ليست له ، ومن جحد إماماً من الله ، ومن زعم أنّ لهما في الإسلام نصيباً» (٣).
٢ ـ حديث الحلاّل قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : أخبرني عمّن عاندك ولم يعرف حقّك من ولد فاطمة هو وسائر الناس سواء في العقاب؟
فقال : «كان علي بن الحسين عليه السلام يقول : عليهم ضعفا العقاب» (٤).
وفي نسخة الكفعمي : «والمقصّر عنكم زاهق».
__________________
(١) سورة الحج : الآية ٦٢.
(٢) العقائد الحقّة الطبعة الاُولى : ص ٣٤.
(٣) الكافي : ج ١ ص ٣٧٤ ح ١٢.
(٤) الكافي : ج ١ ص ٣٧٧ ح ٢.