وَصِراطِهِ (١)
____________________________________
(١) ـ الصراط في اللغة هو الطريق المستوي ، فلذلك سُمّي الدين صراطاً ، لأنّه طريق إلى الثواب ، وسمّي أمير المؤمنين عليه السلام صراطاً لأنّ معرفته والتمسّك به هو الطريق إلى الله.
وأهل البيت عليهم السلام هم الصراط الموصل إلى الله ، والطريق المؤدّي إلى قربه كما تلاحظ أحاديثه الكثيرة في كتب الأخبار ، من ذلك :
حديث المفضّل قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الصراط؟
فقال : «هو الطريق إلى معرفة الله عزّ وجلّ ، وهما صراطان : صراط في الدنيا ، وصراط في الآخرة.
فأمّا الصراط الذي في الدنيا فهو الإمام المفروض الطاعة ، من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنّم في الآخرة ، ومن لم يعرفه في الدنيا زلّت قدمه على الصراط في الآخرة فتردّى في نار جهنّم» (١).
وحديث الثمالي عن الإمام السجّاد عليه السلام أنّه قال : «ليس بين الله وبين حجّته حجاب فلا لله دون حجّته ستر ، نحن أبواب الله ، ونحن الصراط المستقيم ، ونحن عيبة علمه ، ونحن تراجمة وحيه ، ونحن أركان توحيده ، ونحن موضع سرّه» (٢).
ثمّ إنّ هذه الفقرة إشارة إلى قوله عزّ إسمه : (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (٣) المفسّر بأهل
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٤ ص ١١ ب ٢٤ ح ٣.
(٢) بحار الأنوار : ج ٢٤ ص ١٢ ب ٢٤ ح ٥.
(٣) سورة الأنعام : الآية ١٥٣.