مُؤْمِنٌ بِاِيابِكُمْ (١) مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ (٢)
____________________________________
(١) ـ الإياب : هو الرجوع.
أي أنّي مؤمنّ ومعتقد ومقرّ برجوعكم إلى الدنيا قبل القيامة ، لإعلاء الدين المبين ، والإنتقام من المنافقين والكافرين.
وهي الرجعة التي يأتي بيانها وتفسيرها في الفقرة التالية.
(٢) ـ يقال : صدّقَة أي نسبه إلى الصدق ، وصدّق الشيء أي اعترف بصدقه ، وصدّق كلامه أي اعتبره صحيحاً لا كذب فيه.
أي إنّي على الصعيد الاعتقادي الإيماني بإيابكم ، معترف بصدق رجعتكم وصحّتها ووقوعها في وقتها.
يعني رجعة الأئمّة الطاهرين في زمان ظهور الإمام المهدي المنتظر سلام الله عليهم أجمعين.
وهاتان الفقرتان في زيارتهم الجامعة يستفاد منها رجعة جميع الأئمّة المعصومين عليهم السلام.
والرجعة من الحقائق الجليّة الثابتة بالأدلّة القطعية من الكتاب العزيز ، والأحاديث المتواترة ، مع الإجماع المحقّق ، والحكم العقلي كما تلاحظ بيانها كاملاّ في مبحثها الخاصّ فلا نكرّر (١).
والمخالفون قد أنكروا الرجعة ، إلاّ أنّه يردّهم مفاد الأدلّة العلميّة ، مضافاً إلى البراهين الوجدانية بوقوع الرجوع إلى الدنيا في الأنبياء السالفين ، والاُمم السابقين ، وأدلّ برهان على إمكان الشيء وقوعه ، وأصدق دليل على وقوعه إخبار الله تعالى به في آياتٍ من الذكر الحكيم مثل :
__________________
(١) العقائد الحقّة الطبعة الاُولى : ص ٣٥٨ ـ ٣٦٨.