الفصل الثالث
اَلسَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ (١)
____________________________________
(١) ـ محالّ جمع محلّ ، وهو المكان والموضع.
والمعرفة هي إدراك الشيء.
ومعرفة الله تعالى هي ـ كما قيل ـ : الإطّلاع على صفاته الجمالية الثبوتية والجلالية أي السلبية ، بقدر الطاقة البشرية ، وأمّا الإطّلاع على الذات المقدّسة فممّا لا مطمع فيه لأحد (١).
وأهل البيت سلام الله عليهم وُصفوا في هذا التسليم الثالث من هذه الزيارة المباركة بأنّهم محالّ ومواضع معرفة الله تعالى وإدراكه ، وذلك بمعنيين :
المعنى الأوّل : أنّه لا يَعرِف الله تعالى حقّ معرفته إلاّ هم سلام الله عليهم ، فهم أعرف الناس بالله والتامّين في معرفته.
ويشهد لهذا المعنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام : «يا علي ما عرف الله حق معرفته غيري وغيرك ، وما عرفك حقّ معرفتك غير الله وغيري» (٢).
وقد بلغوا أقصى غاية المعرفة الإلهية بحيث قال سيّدهم الأمير عليه السلام : «لو
__________________
(١) مجمع البحرين : مادّة عرف ص ٤١٥.
(٢) بحار الأنوار : ج ٣٩ ص ٨٤.