................................ ____________________________________
كُشف الغطاء ما ازددت يقيناً» (١).
وفي حديث الأصبغ بن نباتة أنّه قام إليه رجل يقال له : ذِعلب فقال : يا أمير المؤمنين هل رأيت ربّك؟
فقال : «ويلك يا ذِعلب لم أكن بالذي أعبد ربّاً لم أره».
قال : فكيف رأيته؟ صفه لنا.
قال : ويلك لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان (٢).
وللعلم ضمناً بأدنى ما يجزي من المعرفة لاحظ أحاديث المعارف خصوصاً حديث سيّدنا عبد العظيم الحسني سلام الله عليه (٣).
المعنى الثاني : أنّه لا يُعرف الله تعالى إلاّ بهم ومن طريقهم ، ولا يُتوصّل إلى المعرفة الحقّة إلاّ بتعريفهم ، فتعود المعرفة الصادقة إليهم سلام الله عليهم.
كما يدلّ على ذلك مثل حديث عبد الله بن أبي يعفور ، عن الإمام الصادق عليه السلام الذي جاء فيه : «بنا عُرف الله وبنا عُبد الله ونحن الأدلاّء على الله ولولانا ما عُبد الله» (٤).
وكذلك حديث نصر العطّار أنّه قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : «ثلاث اُقسم أنّهنّ حقّ : إنّك والأوصياء من بعدك عرفاء لا يُعرف الله إلاّ بسبيل معرفتكم ...» (٥).
وهكذا حديث الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليه السلام الذي ورد فيه : «نحن الأعراف الذين لا يُعرف الله إلاّ بسبيل معرفتنا» (٦).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٤٠ ص ١٥٣.
(٢) بحار الأنوار : ج ٤ ص ٢٧ ب ٥ ح ٢.
(٣) بحار الأنوار : ج ٣ ص ٢٦٨ ب ١٠ ح ٣.
(٤) التوحيد ، للصدوق : ص ١٥٢ ب ١٢ ح ٩.
(٥) بحار الأنوار : ج ٢٣ ص ٩٩ ب ٩ ح ٢ ـ ٨.
(٦) بحار الأنوار : ج ٢٤ ص ٢٤٨ ب ٦٢ ح ٢.