وَحَمَلَةِ كِتابِ اللهِ (١)
____________________________________
(١) ـ حملة جمع حامل وهو من يحمل الشي.
وكتاب الله هو القرآن الكريم.
وفسّر حامل كتاب الله بمن يكون عنده جميع القرآن ، الذي فيه تبيان كلّ شيء ، على ما نَزَل من عند الله ، من غير نقصٍ ولا تغيير ، مع حفظ جميع ألفاظه بجميع المعاني ، بما فيها من ظاهر وباطن ، وتأويلٍ وتفسير ، وناسخ ومنسوخ ، وعامٍ وخاصّ ، ومطلق ومقيّد ، ومكان النزول وزمانه وشأن النزول وبيانه.
ومحمّد وآله الطاهرون صلوات الله عليهم أجمعين هم الحاملون لعلوم القرآن ومعارفه وأسراره , والواقفون على معانيه وأبعاده وأغواره.
مضافاً إلى حفظهم ألفاظ القرآن من دون زيادةٍ ولا نقصان.
ودليل ذلك أحاديث كثيرة مثل :
١ ـ حديث محمّد بن فضيل قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ : (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) (١).
قال : «هم الأئمّة عليهم السلام خاصّة» (٢).
٢ ـ حديث جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : «ما ادّعى أحد من الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما اُنزل إلاّ كذّاب ، وما جمعه وحفظه كما نزّله الله تعالى إلاّ علي بن أبي طالب والأئمّة من بعده عليهم السلام» (٣).
٣ ـ حديث عبد الأعلى مولى آل سام قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : «والله إنّي لأعلم كتاب الله من أوّله إلى آخره كأنّه في كفّي ، فيه خبر السماء وخبر
__________________
(١) سورة العنكبوت : الآية ٤٩.
(٢) الكافي : ج ١ ص ٢١٤ ح ٥.
(٣) الكافي : ج ١ ص ٢٢٨ ح ١.