مُقِرٌّ بِفَضْلِكُمْ (١) مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكُمْ (٢)
____________________________________
(١) ـ من الإقرار وهو الإعتراف أي معترف بفضلكم الشامخ.
والفضل والفضيلة : هي الدرجة الرفيعة (١).
وأهل البيت عليهم السلام بلغوا ذروة الفضيلة ، وأعلى درجات الفضل.
ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله :
«يا علي إنّ الله تبارك وتعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين ، وفضّلني على جميع النبيّين والمرسلين ، والفضل بعدي لك يا علي وللأئمّة من بعدك ...» (٢).
(٢) ـ محتمل : من الاحتمال بمعنى التحمّل.
أي إنّي أتحمّل علمكم الفيّاض ، وأعلمُ أنّه حقّ ، ولا أردّ ما ورد عنكم وإن لم يبلغه فكري القاصر.
فإنّ تحمّل علمهم يستدعي الإيمان ، وحديثهم إنّما يتحمّله المؤمن الممتحن كما في حديث ميثم التمّار قال :
بينما أنا في السوق إذ أتى أصبغ بن نباتة قال : ويحك يا ميثم لقد سمعت من أمير المؤمنين عليه السلام حديثاً صعباً شديداً.
قلت : وما هو؟
قال : سمعته يقول : «إنّ حديث أهل البيت صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب ، أو نبي مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان» ، فقمت من فورتي فأتيت علياً عليه السلام.
فقلت : يا أمير المؤمنين حديث أخبرني به أصبغ عنك قد ضقت به ذرعاً.
__________________
(١) مجمع البحرين : ص ٤٨٩.
(٢) بحار الأنوار : ج ٢٦ ص ٣٣٥ ب ٨ ح ١.