وَاُمَناءَ الرَّحْمنِ (١)
____________________________________
(١) ـ اُمناء جمع أمين من الأمانة ضدّ الخيانة ، والأمانة في كلّ شيء عدم الخيانة فيه ، والأمين هو المؤتمن على الشيء الذي لا يخون فيه ؛ ومنه محمّد أمين الله أي ائتمنه الله تعالى ، ومحمّد الأمين أي الذي ائتمنه الناس ولم يخنهم في الأمانة (١).
والرحمن هو الواسع رحمته لجميع العالم وفي عموم رزقه وإنعامه (٢).
وأهل البيت سلام الله عليهم اُمناء الله في أرضه ، والمؤتمنون منه على أمره وشهوده الاُمناء وسفراؤه النجباء في عباده.
ويدلّ عليه الزيارة المطلقة الثانية لأمير المؤمنين عليه السلام المروية عن الإمام السجّاد عليه السلام والموجودة في كتب المزار المعتبرة وقد جاء في أوّلها : «السلام عليك يا أمين الله» (٣).
وكذلك الزيارة السادسة التي رواها صفوان ، عن الإمام الصادق عليه السلام التي ورد فيها : «قصدتك يا مولاي يا أمين الله وحجّته ...» (٤).
والأئمة الطاهرون سلام الله عليهم اُمناء الله تعالى بجميع معنى الكلمة كجدّهم رسول الله صلى الله عليه وآله الذي جاء في التسليم عليه بالأمانة فيما رواه الشيخ المفيد والشهيد الأوّل والسيّد ابن طاووس في زيارة أمير المؤمنين عليه السلام الاُولى : «السلام من الله على محمّد رسول الله ، أمين الله على وحيه ورسالاته وعزائم أمره» (٥).
__________________
(١) لاحظ مجمع البحرين : مادّة أمن ص ٥٤٧.
(٢) توحيد الصدوق : ص ٢٠٣.
(٣) وقد عدّها العلاّمة المجلسي في الزيارات الجامعة ، وروي عن الإمام الباقر عليه السلام «أنّه ما قالها أحد من شيعتنا عند قبر أمير المؤمنين عليه السلام ، أو أحد من الأئمّة عليهم السلام إلاّ رفع دعاؤه في درج من نور ، وطبع عليه بخاتم محمّد صلى الله عليه وآله حتّى يُسلّم إلى القائم عليه السلام ، فيلقى صاحبه بالبشرى والتحيّة والكرامة» كما في بحار الأنوار : ج ١٠٢ ص ١٧٦.
(٤) بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ٣٠٦ ب ٤ ح ٢٣.
(٥) بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ٣٨٤ ب ٤ ح ١٨.