وَمَهْبِطَ الْوَحْيِ (١)
____________________________________
(١) ـ المهبِط بكسر الباء على وزن مسجد بمعنى محلّ الهبوط والنزول ، أي محلّ نزول الوحي وهبوطه.
وفسّر الوحي في اللغة بأنّه هو كلّ ما ألقيته إلى غيرك بإشارة أو كتابة أو رسالة أو إلهام أو خفيّ كلام (١).
وذكر في المرآة (٢) : مجيء الوحي بمعنى الإلهام في مثل قوله تعالى : (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ ...) (٣) واستقصى في المفردات (٤) معاني الوحي أنّه قد يكون بالإلهام كما في قوله تعالى : (وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ ...) (٥) أو بمنام كما في قوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ) (٦) أو بتسخير كما في قوله تعالى : (وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ...) (٧) أو برسول كما في تبليغ جبرئيل النبي صلى الله عليه وآله ، أو سماع كلام من معاينة كسماع موسى كلام الله تعالى.
والذي يفضي إليه التحقيق ويناسب آي الكتاب الكريم هو ما جاء في السفينة (٨) ما حاصله : أنّ وحيه تعالى منحصر في الإلهام والإلقاء في المنام ، وخلق الصوت ، وإرسال الملك.
فينتج «إنّ ما جاء من الله تعالى بالإلهام أو المنام أو الصوت أو الملك لأي شخص خصوصاً إذا كان رسولاً يكون وحياً».
وأهل البيت عليهم السلام مهبط هذا الوحي الإلهي.
إمّا باعتبار نزول الوحي على سيّدهم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله كما تلاحظه في
__________________
(١) مجمع البحرين : ص ٩١.
(٢) مرآة الأنوار : ص ٢٢٢.
(٣) سورة المائدة : الآية ١١١.
(٤) مفردات الراغب : ص ٥١٥.
(٥) سورة القصص : الآية ٧.
(٦) سورة الأنبياء : الآية ٢٥.
(٧) سورة النحل : الآية ٦٨.
(٨) سفينة البحار : ج ٨ ص ٤٢٠.