.........................................
____________________________________
حديث الحكم بن عتيبة قال : لقي رجل الحسين بن علي عليهما السلام بالثعلبية وهو يريد كربلاء ، فدخل عليه فسلّم عليه.
فقال له الحسين عليه السلام : من أي البلاد أنت؟
قال : من أهل الكوفة.
قال : أما والله يا أخا أهل الكوفة ، لو لقيتك بالمدينة لأريتك أثر جبرئيل عليه السلام من دارنا ونزوله بالوحي على جدّي ، يا أخا أهل الكوفة أفمستقى الناس العلم من عندنا ، فعلموا وجهلنا؟! هذا ما لا يكون (١).
أو باعتبار نزول الوحي عليهم أيضاً بالمعنى الأعمّ في ليلة القدر كما تلاحظه في حديث الحسن بن العبّاس ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال الله عزّوجلّ في ليلة القدر : (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (٢). يقول : ينزل فيها كلّ أمر حكيم ، والمحكم ليس بشيئين ، إنّما هو شيء واحد فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عزّ وجلّ ، ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنّه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت.
إنّه لينزل في ليلة القدر إلى وليّ الأمر تفسير الاُمور سنة سنة ، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا ، وفي أمر الناس بكذا وكذا.
وإنّه ليحدث لوليّ الأمر سوى ذلك كلّ يوم علم الله عزّ وجلّ الخاصّ والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ، ثمّ قرأ : (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٣٩٨ ح ٢.
(٢) سورة الدخان : الآية ٤.