وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ (١) وَحُجَّتِهِ (٢)
____________________________________
(١) ـ العَيْبَة بفتح العين وسكون الياء في أصل اللغة هو الوعاء من الجلد المدبوغ يُجعل فيها المتاع ، والصندوق يُحفظ فيه الثياب أو أفضل الثياب ، واستعيرت لحفظ العلم فيقال : عيبة العلم أي مستودعه.
وأهل البيت عليهم سلام الله عيبة علم الله ، ومستودع سرّه ، وخزنة معارفه والذين حمّلهم الله علمه.
وقد تقدّم تفصيله ودليله من الكتاب والسنّة في الفقرة الشريفة «وخزّان العلم» وقد نقلنا أبواب علومهم الشريفة ودلّلنا على أنّه استودعهم رسول الله صلى الله عليه وآله كلّ ما استودعه الله تعالى ، فهم عيبة علمه.
قال مولانا الإمام الصادق عليه السلام : «وعندنا أهل البيت اُصول العلم وعُراه ، وضياؤه وأو اخيه» (١).
وتقدّم بيان أنّ عندهم كتاب علي ، ومصحف فاطمة عليهما السلام ، والجفر الأبيض ، والجامعة ، وعمود النور ، وعلم المنايا والبلايا ، وفصل الخطاب ، وعلم الكتاب ، وعلم المواليد ، وكتب الأنبياء ، ويعلمون بإذن الله تعالى في كلّ يوم كلّ ما يشاؤون.
(٢) ـ الحُجّة بضمّ الحاء هو الدليل والبرهان ، وجمعها حُجَج.
وأهل البيت حجج الله تعالى على جميع خلقه يحتّج بهم.
وقد أتمّ بهم حجّته البالغة على عموم الخلق بما جعل لهم من المعجزات الباهرات ، والدلائل الظاهرات.
ومرّ تفصيل ذلك في الفقرة الشريفة المتقدّمة «حجج الله على أهل الدنيا
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٦ ص ٣١ ب ٨ ح ٤٤.