وَاُولِى الْحِجى (١) وَكَهْفِ الْوَرى (٢)
____________________________________
(١) ـ اُولي : جمعً لا واحد له منن لفظه ، ويستعمل بدل مفرده ذو بمعنى صاحب ، فاُولوا بمعنى أصحاب.
والحِجى هو العقل والفطنة كما عرفت ذلك أنفاً في أسماء العقل.
وهذه الفقرة الشريفة إمّا مرادفة لذوي النُّهى وبمعناها للتأكيد.
أو مغايرة معها بأن تكون الفقرة الاُولى لبيان عقل المعاش والاُمور الدنيوية ، والفقرة الثانية لبيان عقل المعاد والاُمور الاُخروية كما أفاده السيّد شبّر قدس سره (١).
أو يكون الحجى بمعنى العقل مع الفطانة ، فيزاد معنى هذه الفقرة على الفقرة السابقة كما قد يستفاد هذا المعنى من تعابير اللغة.
(٢) ـ الكهف هو الملجأ والملاذ ، ومنه قوله عليه السلام : «يا كهفي حين تعييني المذاهب» أي ملجئي وملاذي حين تعجزني مسالكي إلى الخلق وتردّداتي إليهم (٢) ، ومنه أيضاً توصيف أمير المؤمنين في زيارته الشريفة في اليوم الحادي العشرين من شهر رمضان المبارك : «كنت للمؤمنين كهفاً وحصناص» (٣).
والوَرى على وزن فتى بمعنى الخَلْق.
وأهل البيت النبوي صلوا الله عليهم هم الملجأ والملاذ للخلائق في الدين والدنيا ، والآخرة والعقبى ، ففي حديث عبد العزيز بن مسلم عن الإمام الرضا عليه السلام جاء فيه :
«الإمام الأنيس الرفيق ، والوالد الشفيق ، والأخ الشقيق ، والاُمّ البَرّة بالولد
__________________
(١) الأنوار اللامعة : ص ٦٩.
(٢) مجمع البحرين : مادّة كَهَفَ ص ٤٢٠.
(٣) عمدة الزائر ، للسيّد حيدر : ص ١٠٠ وأشار إليه وإلى اعتبار سنده المحدّث القمّي في المفاتيح في آخر باب زياراته عليه السلام المخصوصة.