وَعَزائِمُهُ فيكُمْ (١)
____________________________________
(١) ـ العزائم جمع عزيمة ، وقد جاءت في اللغة بمعنى : إرادة الفعل والقطع عليه والجدّ فيه ، وجعل منه قوله تعالى : (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) (١).
وجاءت أيضاً بمعنى المحافظة على ما اُمر ، وجعل منه قوله تعالى : (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا) (٢).
وبمعنى الفريضة مقابل الرخصة ومنه عزائم السجود أي ما فرض الله السجود فيها وهي السور الأربعة الم تنزيل ، وحم السجدة ، والنجم ، واقرأ.
وبمعنى القسم والإقسام بشيء ومنه الدعاء على الأسد : «عزمت عليك بعزيمة الله وعزيمة محمّد وعزيمة سليمان بن داود وعزيمة أمير المؤمنين».
هذا في اللغة ، وأمّا في هذه الفقرة الشريفة فقد فُسّرت عزائمه بما يلي :
١ ـ إنّ الجدّ والاجتهاد ، والاهتمام في التبليغ ، والمحافظة على ما اُمرتم به والصبر على المكاره ، والصدع بالحقّ ، وردت فيكم ، ووجبت عليكم.
٢ ـ إنّ الفرائض اللازمة التي لم يرخص العباد في تركها مثل الاعتقاد بإمامتكم وولايتكم وعصمتكم قد وردت فيكم ، أي في شأنكم.
٣ ـ إنّ معاني العزائم التي أقسم الله تعالى بها في القرآن الكريم كالشمس والقمر والضحى والتين والزيتون والبلد الأمين ونحوها إنّما هي فيكم ، فأنتم المقصودون بها كما جاء في تفسيرها.
٤ ـ إنّ السور العزائم في القرآن الكريم المشتملة على الآيات المادحة نزلت فيكم.
٥ ـ إنّ قبول الفرائض والواجبات يكون بتمابعتكم وبوسيلتكم.
وكلّها معانٍ مناسبة لشأنهم الإلهي ، ومقامهم الربّاني.
__________________
(١) سورة آل عمران : الآية ١٥٩.
(٢) سورة طه : الآية ١١٥.