وَبَذَلْتُمْ اَنْفُسَكُمْ فى مَرْضاتِهِ (١)
____________________________________
(١) ـ البذل في اللغة هو العطاء ضدّ المنع.
والمرضاة : مصدر ميمي من الرضا.
أي أنّكم أهل البيت سلام الله عليكم فديتم بأرواحكم الشريفة في سبيل ما يُرضي الله تعالى من المداومة على أوفر العبادات ، والإلتزام بأعظم الطاعات وإعلاء كلمة الله في جميع المجالات ، حتّى تحملّتم ما تحمّلتم من المشاقّ ، وأصابكم ما أصابكم من المحن ولاقيتم ما لاقيتم من المصائب ، إلى درجة الشهادة في سبيل الله وتحصيل مرضاته ، حتّى لم يكن منكم إلاّ مسموم أو مقتول ، كما في حديث جُنادة عن الإمام المجتبى عليه السلام أنّه عهد إلينا من رسول الله صلى الله عليه وآله (١).
وفي خطبته عليه السلام :
«لقد حدّثني حبيبي جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله أنّ الأمر يملكه إثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته ، ما منّا إلاّ مقتول أو مسموم» (٢).
ودراسة حياتهم المليئة بهذه المفاخر كفيلة بمعرفة غاية جهدهم ، في عبادتهم وجهادهم ، والإطّلاع على مدى محنهم ومصائبهم موصلٌ إلى العلم ببذل أنفسهم في سبيل مرضاة ربّهم.
وللنموذج تلاحظ بذل نفسهم في العبادة في مثل حديث عبادة الإمام السجّاد عليه السلام الذي رواه شيخ الطائفة الطوسي جاء فيه :
أنّ فاطمة بنت علي بن أبي طالب عليه السلام لمّا نظرت إلى ما يفعل ابن أخيها علي ابن الحسين عليهما السلام بنفسه من الدأب في العبادة ، أتت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٧ ص ٢١٧ ب ٩ ح ١٨.
(٢) بحار الأنوار : ج ٢٧ ص ٢١٧ ب ٩ ح ١٩.