وَخَصَّكُمْ بِبُرْهانِهِ (١) وَانْتَجَبَكُمْ لِنُورِهِ (٢)
____________________________________
(١) ـ البُرهان : هي الحجّة والبيان ، والدليل العيان ، وهو ملازم للصدق.
وأهل البيت عليهم السلام خصّهم الله تعالى بين الخلق بأتمّ الأدلّة وأكمل البراهين وهي عبارة عن القرآن الكريم ، والإعجاز العظيم ، والآيات الباهرة ، والدلائل الظاهرة التي أدركها الوجدان ، واعترف بها الفريقان ، ودليل ذلك في حديث صفات الإمام عليه السلام (١).
ففي الخصال بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام قال : «عشر خصال من صفات الإمام : العصمة ، والنصوص ، وأن يكون أعلم الناس ، وأتقاهم لله ، وأعلمهم بكتاب الله ، وأن يكون صاحب الوصيّة الظاهرة ، ويكون له المعجز والدليل ، وتنام عينه ولا ينام قلبه ، ولا يكون له فيء ، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه» (٢).
(٢) ـ الانتجاب : هو الإختيار والاصطفاء.
وأهل البيت عليهم السلام إصطفاهم الله تعالى بنوره ، بأحد معنيين كما أفاده السيّد شبّر أعلى الله درجته (٣) وهما :
١ / أن يكون المعنى أنّ الله إصطفاهم للهداية بنوره المقدّس ، فكانوا هادين للناس بالأنوار الربّانية ، والهداية الإلهية ، والعلوم القرآنية فهم مع القرآن والقرآن معهم ، وهذا واضح.
٢ / أن تكون الباء بمعنى «من» أي إنتجبكم من نوره ، وخلقكم من نور
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ١٤٠ ب ٤ ح ١٢.
(٢) الخصال : ص ٤٢٧ باب العشرة ح ٥.
(٣) الأنوار اللامعة : ص ١١٩.