وَاَوْلِياءَ النِّعَمِ (١)
____________________________________
(١) ـ أولياء جمع ولي وهو الأولى والأحقّ الذي يلي التدبير.
والنعم جمع نِعمة بكسر النون : ما يتنعّم به الإنسان.
والنعم جمع شامل لجميع النعم وهي :
(الف) : النعم الظاهرة : أي التي تكون مرئية في السماء والأرض وما بينهما ممّا نشاهدها.
(ب) : النعم الباطنة : أي التي لا تكون مرئية ولكنّها نِعم معنوية مدرَكة كالمعرفة والإيمان ، والصفات الحسنة والكمالات النفسيّة التي ندركها.
(ج) : النعم الاُخروية : أي التي يُتفضّل بها في الحياة الآخرة كالكوثر والشفاعة والدرجات الرفيعة.
هذه نعم الله تعالى التي تفضّل بها علينا ظاهرة وباطنة دنياً وآخره.
قال عزّ إسمه : (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) (١) كما تلاحظ بيانها وتفسيرها (٢) في مثل حديث عبد الله بن عبّاس وجابر بن عبد الله الأنصاري ... أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجده في رهط من أصحابه ـ إلى قولهما في الحكاية ـ عن رسول الله صلى الله عليه وآله : «وقد أحى إلىَّ ربّي ـ جلّ وتعالى ـ أن اُذكّركم بالنعمة ، وأُنذركم بما اقتصّ عليكم من كتابه. وتلا (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ) (الآية).
ثمّ قال لهم : قولوا الآن قولكم ، ما أوّل نعمة رغّبكم الله فيها وبلاكم بها؟
فخاض القوم جميعاً. فذكروا نعم الله التي أنعم عليهم وأحسن إليهم بها من المعاش والرياش والذرّية والأزواج إلى سائر ما بلاهم الله ـ عزّ وجلّ ـ من أنعمه الظاهرة.
__________________
(١) سورة لقمان : الآية ٢٠.
(٢) تفسير كنز الدقائق : ج ١٠ ص ٢٦٠.