وَآمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ (١)
____________________________________
(١) ـ آمنكم : من الأمان بمعنى عدم الخوف ، أي جعلكم آمنين مأمونين من الفتن ، وأعطاكم الأمان منها.
والفِتَن : جمع فتنة ، جاءت لمعانٍ عديدة كالإبتلاء ، وبمعنى الامتحان ، والإختبار ، والذنب ، والعقوبة ، والضلالة والشرّ والفساد.
وأهل البيت عليهم السلام بعيدون عن المفاتن الدينية ، وآمنون من الفتنة في الدين ، فلا يقع منهم ذنب ولا عصيان ، ولا يؤتى منهم الكبائر ولا الصغائر ، ولا يصدر منهم ضلال ولا فساد ، ولا يكون منهم شرٌّ ولا عليهم عقوبة ، ولا يحتاجون إلى الاختبار والامتحان بعد أن كانوا الاصطفاء ، والمعلوم منهم الوفاء.
وذلك لأنّ لازم العصمة الكبرى التي ثبتت بالأدلّة المتقدّمة هو عدم وجود هذه الفتن ، بل وجود العصمة ينافي حدوث الفتنة.
فيكونون عليهم السلام مبرّئين عنها ، ومأمونين منها ، بأمان الله الوثيق الذي لا يخذل من آمنه به.
هذا مع التصريح بها في حديث الإمام الباقر عليه السلام المتقدّم الذي ورد فيه : «وآمنكم من الفتن» (١).
وأمّا الإبتلاء بالمصائب فهو ليس بابتلاء في الدين ، بل هو ابتلاءٌ دنيوي كتب على المؤمنين.
ففي حديث الإمام الباقر عليه السلام : «إنّ الله ليتعاهد المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية من الغيبة ...» (٢).
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٤٤٥ ح ١٩.
(٢) بحار الأنوار : ج ٦٧ ص ٢٤٠ ب ١٢ ح ٦٢.