فَكُنّا عِنْدَهُ مُسَلِّمينَ بِفَضْلِكُمْ (١)
____________________________________
(١) ـ قوله عليه السلام : «فكنّا» : مرتبط بجعل الصلاة والتولّي طيباً لخلقنا الخ ، وكبيان الوجه له.
وعنده : أي في علمه ، أو في اللوح المحفوظ.
ومسلّمين : بالتشديد أي منقادين ، من التسليم بمعنى الإنقياد.
وبفضلكم : أي بفضلكم على العالمين ، واعلائية درجتكم عليهم.
فالمعنى إنّه كنّا نحن في علم الله تعالى منقادين بالإنقياد القلبي الحقيقي بفضلكم أهل البيت على العالمين.
ويدلّ على هذا أخبار الطينة وعرض الولاية علينا في العالم السابق ، وقبولنا للولاية في الذرّ في الذرّ والأظلّة ، وقد أشرنا إليها في آخر الفصل الثاني في فقرة : «وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والاُولى» فراجع.
وتلاحظ أخبار الطينة مجموعة عند تفسير قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ) (١) ـ (٢).
واعلم أنّ في بعض النسخ مسمّين ـ بدل مسلّمين ـ أي كنّا مكتوبة أسماؤنا أنّنا من شيعتكم.
ويدلّ عليه الحديث الرضوي الشريف : «... وإنّ شيعتنا لمكتوبون بأسماءهم وأسماء آبائهم ، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق ، يريدون موردنا ، ويدخلون مدخلنا ، ليس على ملّة الإسلام غيرا وغيرهم» (٣).
وفي نسخة الكفعمي : «إذ كنّا عنده بكم مؤمنين مسوّمين ، وبفضلكم معروفين ، وبتصديقنا إيّاكم مشكورين ، وبطاعتنا لكم مشهورين».
__________________
(١) سورة الأعراف : الآية ١٧٢.
(٢) كنز الدقائق : ج ٥ ص ٢٢٨.
(٣) الكافي : ج ١ ص ٢٢٣ ح ١.