وَمَعْرُوفينَ بِتَصْديقِنا اِيّاكُمْ (١)
____________________________________
(١) ـ أي وكنّا عند الله تعالى معروفين أيضاً بتصديقنا إيّاكم في الإمامة والفضيلة وفرض الطاعة.
والتصديق هو : الإعتراف بالصدق. وفي تلك النشأة الاُولى حصل تصديق الشيعة الأبرار للأئمّة الأطهار عليهم السلام ، وعُرفوا عند الله تعالى بتصديقهم لحججه وخلفائه ، والحمد الله على آلائه.
ويدلّ عليه أخبار الطينة والميثاق التي تقدّم ذكرها ومنها :
حديث بكير بن أعين ، عن الإمام الباقر عليه السلام : «إنّ الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ يوم أخذ الميثاق على الذرّ بالإقرار له بالربوبية ، ولمحمّد بالنبوّة ، وعرض على محمّد صلى الله عليه وآله اُمّته في الظلِّ وهم أظلّة ، وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم ، وخلق ارواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام ، وعرضهم عليه ، وعرّفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب عليه السلام ونحن نعرفهم في لحن القول» (١).
فالمؤمنين بأهل البيت عليهم السلام معروفون عند الله تعالى.
وسيعرّفهم يوم القيامة بنور الإيمان الذي يتجلّى منهم ، مع بشارة الملائكة لهم بجنّات الخلد كما في قوله عزّ إسمه : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٢) ـ (٣).
وفي حديث جابر بن عبد الله الأنصاري قال : كنت ذات يوم عند النبي إذ أقبل بوجهه على علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : «ألا اُبشّرك يا أبا الحسن؟
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٥ ص ٢٥٠ ب ١٠ ح ٤٣.
(٢) سورة الحديد : الآية ١٢.
(٣) كنز الدقائق : ج ١٣ ص ٨٦.