وَارْتَضاكُمْ لِغَيْبِهِ (١)
____________________________________
(١) ـ الرضا : ضدّ السخَطَ والكراهة.
والغَيب : هو ما غاب وخفى عن الأبصار.
والارتضاء للغيب بمعنى من رضى به الله وقَبِله لعلم الغيب الذي لا يعلمه إلاّ هو. واهل البيت سلام الله عليهم إرتضاهم الله لعلم الغيب ، وحمّلهم معرفة المغيبات ، وجعلهم مخزن غيبه ، والمطّلعين على الغيب بإذنه.
وفيه إشارة إلى أنّهم عليهم السلام ممّن إرتضاهم في قوله تعالى : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ) (١).
إمّا بكون الرسول شاملاً لهم على التغليب ، أو أنّ علمهم بالغيب واصل إليهم بواسطة الرسول وهو جدّهم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله كما أفاده في كتاب الأنوار (٢) ، وجاء بيانه في حديث حمران (٣).
وقد استشهد بهذه الآية الشريفة في مفصَّل حديث سلمان رضوان الله عليه عن أمير المؤمنين عليه السلام بعد ما أراه وأخبره عن الاُمور العجيبة.
فقال سلمان : كيف هذا يا سيّدي؟
فأجاب عليه السلام : «يا سلمان أما قرأت قول الله تعالى : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ) فقلت : بلى يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام : أنا ذلك المرتضى من الرسول الذي أظهره الله عزّ وجلّ على غيبه» (٤).
وفي الحديث العلوي الجامع في وصف الإمام عليه السلام : «عالم بالمغيبات خصّاً من
__________________
(١) سورة الجنّ : الآية ٢٦ ـ ٢٧.
(٢) الأنوار اللامعة : ص ١١٦.
(٣) الكافي : ج ١ ص ٢٥٦ ح ٢.
(٤) بحار الأنوار : ج ٤٣ ص ٥٠ ب ١١٧ ح ١.