وَرَضِيَكُمْ خُلَفاء فى اَرْضِهِ (١)
____________________________________
(١) ـ الخلفاء : جمع خليفة ، وهو في اللغة من يقوم مقام الشخص ويسدّ مسدّه ، والتاء فيه للمبالغة (١).
والخليفة : هو المدبّر للاُمور من قِبَلِ غيره بدلاً من تدبيره ، وفلان خليفة الله في أرضه معناه أنّه جعل الله إليه تدبير عباده بأمره (٢).
وفي العرف يراد بالخليفة معنيان : كونه خَلَفاً لمن قبلَه ، أو مدبّراً للاُمور من قِبَل غيره (٣).
وهذه الخلافة والنيابة إن كانت من قِبَل الله تعالى فهي تشريف للخليفة ، كما في مثل : (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ) (٤) ـ (٥).
وحقيقة الخلافة من الله تعالى هي النيابة عنه عزّ إسمه.
لذلك يلزم أن تكون بجعلٍ من حضرته ، ونصبٍ من جنابه ، ورضىً من مقامه ، فإنّه لا تصحّ نيابة بدون إستنابة ، ولا تُعقل خلافة بدون استخلاف.
وإمامه آل محمّد صلوات الله عليهم هي خلافة الله ، وخلافة الرسول ، ومقام أمير المؤمنين ، وميراث أبنائه المعصومين ، كما في حديث الإمام الرضا عليه السلام (٦).
وأهل البيت سلام الله عليهم رضى بهم الله تعالى خلفاء في أرضه ، ونصبهم مستخلَفين على بريّته ، كما تضمّنته هذه الفقرة الشريفة من الزيارة الجامعة ، فكانت خلافةً إلهية حقّة.
__________________
(١) مشكاة الأنوار : ص ٩٦.
(٢) مجمع البيان : ج ٨ ص ٤٧٣.
(٣) مجمع البحرين : مادّة خَلَف ص ٤٠٥.
(٤) سورة ص : الآية ٢٦.
(٥) مفردات غريب القرآن : ص ١٥٦.
(٦) الكافي : ج ١ ص ١٩٩.