فَالرّاغِبُ عَنْكُمْ مارِقٌ (١)
____________________________________
(١) ـ الفاء تفريع ونتيجة لما تقدّم ، أي بعد ما ثبت أنّكم الأئمّة الراشدون المهديّون المعصومون ـ إلى آخره ـ يكون الراغب عنكم أي المعرض عنكم مارقٌ ، أي خارج عن دين الله.
يقال : رَغِبَ عن الشيء أي : أعرض عنه وزهد فيه ولم يُردْه ، بخلاف الرغبة فيه.
ويقال : مَرَقَ من الدين أي : خرج منه وتجاوزه وتعدّى عنه ، مأخوذ من مرق السهم عن القوس أي تجاوز عنه بغير مهلة ، فمن أعرض عن أهل البيت عليهم السلام كان خارجاً عن الدين ، وضالاً عن شريعة سيّد المرسلين ، وداخلاً في حزب الشيطان اللعين ، ومعدوداً من الكافرين.
بأي وجه من وجوه الاعراض عنهم سواء بمعاداتهم ، أو ردّ قولهم ، أو تصغير قدرهم ، أو إنكار فضائلهم ، أو جحود ولايتهم ، أو صرف وجوه الناس عنهم ، أو تقديم غيرهم عليهم ، أو الحرب معهم.
وقد تواترت بذلك الأحاديث الشريفة من الخاصّة والعامّة من ذلك :
١ ـ حديث ابن عباس قال : قلت للنبي صلى الله عليه وآله : أوصني.
قال : «عليك بمودّة علي بن أبي طالب عليه السلام ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً لا يقبل الله من بعد حسنة حتّى يسأله عن حبّ علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو تعالى أعلم فإن جاءه بولايته قبل عمله على ما كان منه ، وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء ثمّ أمر به إلى النار.
يابن عبّاس والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ النار لأشدّ غضباً على مبغض علي عليه السلام منها على من زعم أن لله ولداً.
يابن عبّاس لو أنّ الملائكة المقرّبين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه ولن يفعلوا لعذّبهم الله بالنار.