وَاَوْصِياءِ نَبِىِّ اللهِ (١)
____________________________________
(١) ـ أوصياء : جمع وصيّ وهو لغة مأخوذ من الوصيّة على وزن فعيلة ، من وصى يصي : إذا وصل الشيء بغيره ، لأنّ الموصي يوصل تصرّفته بعد الموت بما قبله. والوصاية : هي إستنابة الموصي غيره بعد موته في التصرّف فيما كان له التصرّف فيه (١) ، و: (أوصى الرجل ووصّاه أي عهد إليه) (٢).
وهذه الوصاية كانت ثابتة مستمرّة من النبي آدم عليه السلام إلى الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله.
وأوصياء نبي الله صلى الله عليه وآله هم الذين أوصى إليهم الرسول بأمر ربّه ، وجعلهم أولى بالمؤمنين من أنفسهم كنفسه ، ونصبهم حججاً على خلقه ، وأئمّة على بريّته ، وخلفاء في أرضه.
وهم كرسول الله عليه وآله صلوات الله إلاّ في النبوّة فهو نبي وهم أئمّة.
وهؤلاء الأوصياء هم الأئمّة الإثنى عشر ، أوّلهم أمير المؤمنين وسيّد الوصيين علي بن أبي طالب ، وآخرهم الوصي الغائب والنجم الثاقب الحجّة بن الحسن المنتظر أرواحنا فداهم الذين ثبتت وصايتهم بالمعجزات الباهرات والآيات الظاهرات , والنصوص المتواترات.
فقد تواترت الأحاديث الصريحة بالألسنة الفصيحة على وصايتهم وخلافتهم من طرق الخاصّة والعامّة ممّا جمعها في غاية المرام (٣) من الخاصّة في ١١٩ حديثاً ، ومن العامّة في ١٣٥ حديثاً.
ومنها ما رواها العامّة عن النبي صلى الله عليه وآله في صحاحهم فقط بما يزيد على ستّين
__________________
(١) مجمع البحرين : مادّة وصا ص ٩٣.
(٢) لسان العرب : ج ١٥ ص ٣٩٤.
(٣) غاية المرام : ص ٣٢ ـ ٢٧ ب ١٢ ـ ١٣ ، وص ١٥٢ ـ ١٦٨ ب ٢٢ ـ ٢٣.