وَهُدِىَ مَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ (١)
____________________________________
(١) ـ هُدِيَ : مأخوذ من الهدى ، وهي الهداية والإرشاد إلى طريق الحقّ والسداد والاعتصام بالشيء هو : التمسّك بالشيء والتعلّق به (١).
أي هُدي إلى طريق النجاة ، واهتدى به من اعتصم بكم ، وتمسّك بحبلكم وتعلّق بحُجزتكم.
لأنّهم عليهم السلام حبل الله المتين الذي من تمسّك به نجى ، ومصباح الهداية الذي من استضاء به اهتدى ، فالاعتصام بهم إعتصام بالله تعالى ، ومن يعتصم بالله فقد هُدى إلى صراط مستقيم.
قال الله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (٢).
وفي حديث جابر عن الإمام الباقر عليه السلام قال : «آل محمّد عليهم السلام هم حبل الله الذي اُمر بالإعتصام به فقال : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (٣).
وفي حديث شرح الآيات الباهرة عن الإمام السجّاد عليه السلام قال : كان رسو الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالساً في المسجد ، وأصحابه حوله ، فقال لهم : «يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة يسأل عمّا يعنيه.
قال : فطلع علينا رجل شبيه برجال مصر ، فتقدّم وسلّم على رسول الله صلى الله عليه وآله وجلس ، وقال : يا رسول الله ، إنّي سمعت الله يقول : فما هذا الحبل الذي أمر الله بالإعتصام ولا نتفرّق عنه؟
قال : فأطرق ساعة ، ثمّ رفع رأسه وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : هذا حبل الله الذي من تمسّك به عُصِم في دنياه ، ولم يضلّ في اُخراه.
__________________
(١) المفرادات : ص ٣٣٧.
(٢) سورة آل عمران : الآية ١٠٣.
(٣) كنز الدقائق : ج ٣ ص ١٨٥.