وَنَشَرْتُمْ شَرايِعَ اَحْكامِهِ (١)
____________________________________
(١) ـ النشر : مأخوذ من نشرت الخبر أي أذعته ، وانتشر الخبر أي ذاع.
والشرائع : جمع شريعة ، وهي في الأصل اللغوي بمعنى مورد الناس للاستقاء ، سمّيت بذلك شريعة الإسلام المقدّسة التي هي المورد الصافي والمنهل العذب للعلم والحكمة.
وشريعة الإسلام هي ما شرّع الله تعالى وافترضه على الناس.
وإضافة الشرائع إلى الأحكام بيانيّة ، أي نشرتم الشرائع التي هي أحكام الله عزّ وجلّ.
وأهل البيت عليهم السلام هم المعدن الفيّاض لنشر الأحكام الإلهية ، والأدلّة الدينية ، وفي زيارة أمير المؤمنين عليه السلام : «وأقمت أحكام الله» (١).
وقد سارت بعلومهم الركبان ، وعمّ ذكرهم كلّ إنسان.
كما تربّى عندهم جيل كبير من الرواة العلماء ، وأعاظم الفقهاء حتّى أحصى ذكر أصحابهم الرواة في رجال شيخ الطائفة فكانوا زهاء (٨٩٠٠) راوياً.
وقد تخرّج على يد الإمام الصادق عليه السلام ما يقارب (٤٠٠٠) من الرواة ، وكتب من مسائله المروية عنه أربعمائة مصنَّف (٢).
وأمّا ما كتب من الروايات عن جميع المعصومين عليهم السلام فقد قال المحدّث الحرّ العاملي : إنّ ما نقلوا عنه الأحاديث ، وذكرت في كتب الرجال يزيد على (٦٦٠٠) كتاباً كما أحصيناه (٣).
ومن تلك الكتب أربعمائة كتاب ، اُصول معروفة بالاُصول الأربعمائة لأربعمائة مصنِّف (٤).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ٢٧٩ ب ٤ ح ١٥.
(٢) المعتبر : ص ٥.
(٣) وسائل الشيعة : ج ٢٠ ص ٤٩.
(٤) الذكرى : ص ٦.