مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ (١)
____________________________________
(١) ـ الإرتقاب : هو الإنتظار.
أي منتر لدولتكم الحقّة التي تكون عند الرجعة.
وهي الدولة الكريمة التي يُعزّ الله تعالى بها الإسلام وأهله ، ويُذلّ بها النفاق وأهله ، ويكون بها كرامة الدنيا والآخرة.
وفي حديث ابن أبي عمير ، عمّن سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول :
لكلّ اُناسٍ دولة يرقبونها |
|
ودولتنا في آخر الدهر تظهرُ (١) |
وتمتاز دولة الإمام المهدي (أرواحنا فداه) بأنّها تكون أفضل العصور الذهبية في الكرة الأرضية ، في جميع مجالات الحياة الفردية والاجتماعية.
فأوّلاً : الحياة الثقافية تزدهر بالعلم والحكمة في أرقى المراتب.
ففي حديث الإمام الباقر عليه السلام : «... تؤتون الحكمة في زمانه ...» (٢).
وثانياً : الحياة الإقتصادية تكون في أعلى الدرجات ، إذ يسود فيها الخيرات والبركات والغنى والاستغناء ، ويزول الفقر والاحتياج.
ففي حديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أنّه قال : «اُبشّركم بالمهدي يبعث في اُمّتي على اختلاف من الناس ، وزلزال ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت جوراً وظلماً ، يرضى عنه ساكن السماء ، وساكن الأرض ، يقسم المال صحاحاً».
فقال له رجل : ما صحاحاً؟
قال : بالسويّة بين الناس.
قال : «ويملأ الله قلوب اُمّة محمّد غنىً ، ويسعهم عدله ، حتّى يأمر منادياً
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٥١ ص ١٤٣ ب ٦ ح ٣.
(٢) بحار الأنوار : ج ٥٢ ص ٣٥٢ ب ٢٧ ح ١٠٦.