.........................................
____________________________________
عنهم إمامهم ، فياطوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان ، إنّ أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم الباري عزّ وجلّ : عبادي آمنتم بسرّي ، وصدّقتم بغيبي ، فأبشروا بحسن الثواب منّي ، فأنتم عبادي وإمائي حقّاً ، منكم أتقبّل وعنكم أعفو ، ولكم أغفر ، وبكم أسقي عبادي الغيث ، وأدفع عنهم البلاء ، ولو لا كم لأنزلت عليهم عذابي».
قال جابر : فقلت ك يابن رسول الله فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟
قال : «حفظ اللسان ولزوم البيت» (١).
ولا يخفى أنّه كلّما كان الانتظار أشدّ كان التهيّؤ آكد ، والاستعداد يظهر بالإعداد.
والمؤمن المنتظر لقدوم مولاه كلّما اشتدّ انتظاره إزداد جهده في التهيّؤ لذلك بالورع والاجتهاد ، وتهذيب النفس عن الأخلاق الرذيلة ، واقتناء الأخلاق الحميدة ، ولذلك أمر الأئمّة الطاهرون عليهم السلام بتهذيب الصفات ، وملازمة الطاعات كما أفاده السيّد التقي الأصفهاني (٢).
واستدلّ لذلك بما تقدّم من حديث أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام الذي جاء فيه : «من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر ...» (٣).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٥٢ ص ١٢٢ ب ٢٢ المشتمل على (٧٧) حديثاً ح ٧ و ١٨ و ٢٤ و ٥٠ و ٦٦.
(٢) مكيال المكارم : ج ٢ ص ١٥٢.
(٣) الغيبة ، للنعماني : ص ٢٠٠ ح ١٦.