وَمُفَوِّضٌ فى ذلِكَ كُلِّهِ اِلَيْكُمْ (١)
____________________________________
(١) ـ التفوض في اللغة بمعنى : ردّ الأمر إلى أحد وتحكيمه فيه ، وفي القرآن الكريم : (فَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ) (١) أي أردّه إليه.
وفي الدعاء : «فوّضت أمري إليك» أي رددته إليك وجعلتك الحاكم فيه ، ومنه قوله في الحديث : «قد فوّض الله إلى النبي صلى الله عليه وآله أمر دينه» (٢) ـ (٣).
والتفويض هنا هو : إرجاع الأمر إليهم وعد الاعتراض عليهم.
وفسّرت هذه الفقرة بمعنيين :
١ / إنّي مفوّض الأمر في أعمالكم إليكم ، ولا أعترض عليكم في شيء من اُموركم ، لأنّي أعلم أنّ كلّما تأتون به فهو بأمر الله تعالى ، بإرجاع كلمة ذلك إلى قوله عليه السلام : «مؤمن بسرّكم وعلانيتكم» الخ.
ففي حديث الأنصاري عن الإمام الصادق عليه السلام : «من سرّه أن يستكمل الإيمان فليقل : القول منّي في جميع الأشياء قول آل محمّد عليهم السلام فيما أسرّوا وفيما أعلنوا وفيما بلغني وفيما لم يبلغني» (٤).
فنفوّض إليهم ، ولا نعترض عليهم ، علماً بأنّهم سلام الله عليهم لا يفعلون إلاّ ما أمرهم الله تعالى ، ولا يعملون إلاّ بإرادته ، فلا وجه للاعتراض عليهم.
كما تلاحظ ذلك في باب أنّ الأئمّة عليهم السلام لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلاّ بعهد من الله عزّ وجلّ لا يتجاوزونه (٥).
__________________
(١) سورة غافر : الآية ٤٤.
(٢) مجمع البحرين : ص ٣٥٦.
(٣) الكافي : ج ١ ص ٢٦٥ ح ٢ ، وص ٤٤٠ ح ٥.
(٤) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٣٦٤ ب ١٣ ح ٢ ـ ٧.
(٥) الكافي : ج ١ ص ٢٧٩ الأحاديث خصوصاً ح ٢.