وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ (١)
____________________________________
(١) ـ المعدِن بكسر الدال في الأصل بمعنى محلّ إستقرار الجواهر وإفاضتها ... كما في اللغة.
والرحمة هي الإحسان والإنعام والإفضال على الغير (١).
ومعدنية أهل البيت عليهم السلام للرحمة الإلهية تكون لوجوه :
(الف) : لأجل أنّهم مظاهر رحمة الله على الخلق ، والشفقة على الرعيّة ، وقد بلغت رحمتهم الغاية والنهاية ، فكانوا معادن الرحمة. وقد بعث جدّهم رحمةً للعالمين وهم ورثته واُرومته ، قال عزّ إسمه : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (٢) وقد وصفه الله تعالى بقوله : (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) (٣).
وقد بُعث لإسعاد الخلق وصلاح معاشهم ومعادهم هو وأهل بيته عليهم السلام كما تلاحظه في تفسير قوله تعالى (رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (٤).
وتلاحظ رحمتهم وشفقتهم بوضوح في سيرتهم الشريفة.
(ب) : لأجل إنّ الرحمة الربّانية الخاصّة والعامّة في هذا الكون حتّى الأمطار والأرزاق إنّما تنزل بسببهم وواسطتهم وبركتهم ويمنهم وفيض وجودهم كما يدلّ عليه حديث الكساء الشريف (٥) الذي ورد فيه : «فقال الله عزّ وجلّ : يا ملائكتي
__________________
(١) المفردات : ص ١٩١.
(٢) سورة الأنبياء : الآية ١٠٧.
(٣) سورة التوبة : الآية ١٢٨.
(٤) تفسير الكنز : ج ٨ ص ٤٨٤.
(٥) بسنده التامّ ومتنه الشريف الوارد في العوالم : ج ١١ قسم ٢ ص ٩٣٣.
علماً بأنّ السند مشتمل على أعاظم علماءنا وأكابر فقهاءنا فهو هكذا :
قال الشيخ عبد الله البحراني صاحب العوالم : رأيت بخطّ الشيخ الجليل البحراني عن شيخه الجليل السيّد ماجد البحراني ، عن الشيخ الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني ، عن شيخه المقدّس الأردبيلي ، عن شيخه علي بن عبد العالي الكركي ، عن الشيخ علي بن هلال الجزائري ، عن الشيخ أحمد بن فهد