.........................................
____________________________________
الأنصاري ، فقالت له : يا صاحب رسول الله ، إنّ لنا عليكم حقوقاً ، ومن حقّنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه إجتهاداً أن تذكّروه الله ، وتدعوه إلى البُقيا على نفسه.
وهذا علي بن الحسين بقيّة أبيه الحسين عليهما السلام ، قد انخرم أنفه ، وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه دأباً منه لنفسه في العبادة.
فأتى جابر بن عبد الله باب علي بن الحسين عليهما السلام ، وبالباب أبو جعفر محمّد ابن علي عليهما السلام في اُغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك ، فنظر جابر إليه مقبلاً ، فقال : هذه مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسجيّته ، فمن أنت يا غلام؟
قال : فقال : أنا محمّد بن علي بن الحسين ، فبكى جابر بن عبد الله ٢. ثمّ قال : أنت والله الباقر عن العلم حقّاً ، اُدنُ منّي بأبي أنت واُمّي ، فدنا منه فحلّ جابر ازاره ووضع يده في صدره فقبّله ، وجعل عليه خدّه ووجهه ، وقال له : اُقرئك عن جدّك رسول الله صلى الله عليه وآله السلام ، وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت ، وقال لي : يوشك أن تعيش وتبقى حتّى تلقى من ولدي من إسمه محمّد يبقر العلم بقراً. وقال لي : إنّك تبقى حتّى تعمى ثمّ يكشف لك عن بصرك.
ثمّ قال لي : ائذن لي على أبيك ، فدخل أبو جعفر على أبيه عليهما السلام فأخبره الخبر ، وقال : إنّ شيخاً بالباب ، وقد فعل بي كيت وكيت.
فقال : يابني ذلك جابر بن عبد الله. ثمّ قال : أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال وفعل بك ما فعل؟ قال : نعم [قال :] إنّا الله ، إنّه لم يقصدك فيه بسوء ، ولقد أشاط بدمك.
ثمّ أذن لجابر ، فدخل عليه فوجده في محرابه قد أنضته العبادة ، فنهض علي عليه السلام فسأله عن حاله سؤالاً حفيّاً ، ثمّ أجلسه بجنبه.
فأقبل جابر عليه يقول : يابن رسول الله ، أما علمت أنّ الله تعالى إنّما خلق