.........................................
____________________________________
الجنّة لكم ولمن أحبّكم ، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم ، فما هذا الجهد الذي كلّفته نفسك؟
قال له علي بن الحسين عليهما السلام : يا صاحب رسول الله ، أما علمت أنّ جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله قد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر فلم يدع الإجتهاد له ، وتعبّد ـ بأبي هو واُمّي ـ حتّى انتفخ الساق وورم القدم ، وقيل له : أتفعل هذا وقد غفر لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر!
قال : أفلا أكون عبداً شكوراً.
فلمّا نظر جابر إلى علي بن الحسين عليهما السلام وليس يغني فيه من قول يستميله من الجهد والتعب إلى القصد ، قال له : يابن رسول الله ، البُقيا على نفسك ، فإنّك لمن اُسرة بهم يُستدفع البلاء ، وتستكشف اللأواء ، وبهم تُستمطر السماء.
فقال : يا جابر ، لا أزال على منهاج أبويّ مؤتسيّاً بهما صلوات الله عليهما حتّى ألقاهما ، فأقبل جابر على من حضر فقال لهم : والله ما أرى في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين إلاّ يوسف بن يعقوب عليهما السلام ، والله لذرّية علي بن الحسين عليهما السلام أفضل من ذرّية يوسف بن يعقوب ، إنّ منهم لمن يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً (١).
وتلاحظ بذل النفس في مصائبهم ومحنهم في الأحاديث التي عقد لها شيخ الإسلام المجلسي باباً ، من ذلك : حديث أبان ، عن الإمام الباقر عليه السلام جاء فيه : قال أبان : ثمّ قال لي أبو جعفر الباقر عليه السلام : «ما لقينا أهل البيت من ظلم قريش وتظاهرهم علينا وقتلهم إيّانا ، وما لقيت شيعتنا ومحبّونا من الناس.
إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قُبض وقد قام بحقّنا وأمر بطاعتنا وفرض ولايتنا ومودّتنا ،
__________________
(١) أمالي الشيخ الطوسي : ص ٦٣٦ ح ١٣١٤.