.........................................
____________________________________
وأخبرهم بأناّ أولى الناس بهم من أنفسهم وأمرهم أن يبلّغ الشاهد منهم الغائب.
فتظاهروا على علي عليه السلام ، فاحتجّ عليهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فيه وما سمعته العامّة. فقالوا : صدقت ، قد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ولكن قد نَسَخَه فقال : «إنّا أهل بيت أكرمنا الله عزّ وجلّ وإصطفانا ولم يرض لنا بالدنيا ، وإنّ الله لا يجمع لنا النبوّة والخلافة»! فشهد بذلك أربعة نفر : عمر وأبو عبيدة ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة ، فشبّهوا على العامّة وصدّقوهم وردّوهم على أدبارهم وأخرجوها من معدنها من حيث جَعَلها الله.
واحتجّوا على الأنصار بحقّنا وحجّتنا فَعَقَدوها لأبي بكر. ثمّ ردّها أبو بكر إلى عمر يكافيه بها. ثمّ جعلها عمر شورى بين ستّة ، فقلّدوها عبد الرحمن. ثمّ جعلها ابن عوف لعثمان على أن يردّها عليه ، فغدر به عثمان وأظهر ابن عوف كفره وجهله وطعن عليه () في حياته وزعم ولده أنّ عثمان سمّه فمات.
ثمّ قام طلحة والزبير فبايعا عليّاً عليه السلام طائعين غير مكرهين. ثمّ نَكَثا وغَدَرا ، ثمّ ذهبا بعائشة معهما إلى البصرة مطالبة بدم عثمان. ثمّ دعا معاوية طغاة أهل الشام
() وفي «د» هكذا : فأظهر ابن عوف خلعه وكفره فذكر لنا أنّ عثمان سمّه ، فمات ابن عوف. روى العلاّمة الأميني في الغدير : ج ٩ ص ٨٦ : أنّه لمّا أحدث عثمان ما أحدث قيل لعبد الرحمن ابن عوف : هذا كلّه فعلك. فقال : ما كنت أظنّ هذا به. لكن لله عليّ أن لا اُكلّمه أبداً. ومات عبد الرحمن وهو مهاجر لعثمان ، ودخل عليه عثمان عائداً في مرضه فتحوّل إلى الحائط ولم يكلّمه. مات عبد الرحمن سنة (٣٢).
وروى العلاّمة المجلسي في البحار : ج ٨ ص ٣١٩ الطبع القديم عن الثقفي في تاريخه قال : كثر الكلام بين عبد الرحمن وبين عثمان حتّى قال عبد الرحمن : أما والله لئن بقيت لك لاُخرجنّك من هذا الأمر كما أدخلتك فيه وما غررتني إلاّ بالله.