.........................................
____________________________________
فإنّهم عليهم السلام مشتركون مع الرسول الأكرم في جميع الخصائص إلاّ النبوّة والنساء كما تلاحظه في حديث محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : «الأئمّة بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وآله إلاّ أنّهم ليسوا بأنبياء ، ولا يحلّ لهم من النساء ما يحلّ للنبي صلى الله عليه وآله ، فأمّا ما خلا ذلك فهم بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وآله» (١).
وكيف لا يكونون اُمناء وقد عصمهم الله من كلّ زلّة ، وليس بينهم وبين كتاب الله فرقة. وفي حديث سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السلام : «إنّ الله تبارك وتعالى طهّرنا وعصمنا ، وجعلنا شهداء على خلقه ، وحجّته في أرضه ، وجعلنا مع القرآن ، وجعل القرآن معنا ، لا نفارقه ولا يفارقنا» (٢).
ونبّه في الشموس الطالعة على أنّ في إضافة اُمناء إلى الرحمن إشارةً إلى أنّهم لا تنحصر صفاتهم ـ ومنها أمانتهم ـ بالمؤمنين خاصّة ، بل تعمّ جميع الخلائق ، كما أنّ الرحمة الرحمانية الإلهية تعمّهم كافّة.
فهم عليهم السلام مظاهر الرحمة التي وسعت كلّ شيء ولذلك عرضت ولايتهم التي هي من الرحمة على جميع الخليقة أيضاً كما صرّحت بذلك رواية جامع البزنطي عن سليمان بن خالد قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :
«ما من شيء ولا من آدمي ولا إنسي ولا جنّي ، ولا ملك في السماوات إلاّ ونحن الحجج عليهم ، وما خلق الله خلقاً إلاّ وقد عرض ولايتنا عليه ، واحتجّ بنا عليه ، فمؤمن بنا وكافر وجاحد حتّى السماوات والأرض والجبال ...» (٣).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٧ ص ٥٠ ب ١٨ ح ٢.
(٢) الكافي : ج ١ ص ١٩١ ح ٥.
(٣) مستطرفات السرائر : ج ٣ ص ٥٧٥ ، الشموس الطالعة : ص ١٤٤.