.........................................
____________________________________
فقال عليه السلام ما هو؟
فأخبرته به فتبسّم ثمّ قال : «اجلس يا ميثم ، أوَكلّ علم يحتمله عالم؟ إنّ الله تعالى قال للملائكة : (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (١) فهل رأيت الملائكة احتملوا العلم؟
قال : قلت : وإنّ هذا أعظم من ذلك.
قال : والأخرى أنّ موسى بن عمران أنزل الله عليه التوراة فظنّ أن لا أحد أعلم منه فأخبره أنّ في خلقه أعلم منه ، وذلك إذ خاف على نبيّه العُجب قال : فدعا ربّه أن يرشده إلى العالم قال : فجمع الله بينه وبين الخضر عليهما السلام فخرق السفينة فلم يحتمل ذلك موسى ، وقتل الغلام فلم يحتمله ، وأقام الجدار فلم يحتمله وأمّا النبيّون فإنّ نبيّنا صلى الله عليه وآله أخذ يوم غدير خمّ بيدي فقال : «اللهمّ مَن كنت مولاه فعلي مولاه» فهل رأيت احتملوا ذلك غلاّ من عصم الله منهم!
فأبشروا ثمّ أبشروا فإنّ الله قد خصّكم بما لم يخصّ به الملائكة والنبييّن والمرسلين فيما احتملتم ذلك في أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وعلمه ...» (٢).
وفي نسخة الكفعمي هنا زيادة : «مقتدٍ بكم».
__________________
(١) سورة البقرة : الآية ٣٠.
(٢) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٣٨٣ ب ١٣ ح ٣٨.