.........................................
____________________________________
أخبار السماوات والأرض ، ويقطع عنهم موادّ العلم فيما يرد عليهم ممّا فيه قوام دينهم؟!
فقال له حمران : جعلت فداك أرأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام وخروجهم وقيامهم بدين الله عزّ ذكره وما اُصيبوا من قتل الطواغيت إيّاهم والظفر بهم حتّى قُتلوا وغلبوا؟
فقال أبو جعفر عليه السلام : يا حمران! إنّ الله تبارك وتعالى قد كان قدّر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتّمه على سبيل الاختيار ثمّ أجراه.
فبتقدّم علمٍ إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله قام علي والحسن والحسين عليهم السلام ، وبعلم صمت من صمت منّا ، ولو أنّهم يا حمران! حيث نزل بهم ما نزل من أمر الله عزّ وجلّ وإظهار الطواغيت عليهم سألوا الله عزّ وجلّ أن يدفع عنهم ، وألحّوا عليه في طلب إزالة تلك الطواغيت ، وذهاب ملكهم إذاً لأجابهم ودفع ذلك عنهم ، ثمّ كان إنقضاء مدّة الطواغيت ، وذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم إنقطع فتبدّد.
وما كان ذلك الذي أصابهم يا حمران! لذنب اقترفوه ، ولا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها ، ولكن لمنازل وكرامة من الله ، أراد أن يبلغوها ، فلا تذهبنّ بك المذاهب فيهم» (١).
ولقد أحسنوا في هدايتهم ، وصبروا في مصيبتهم ، وسلّموا المر لربّهم إلى حين شهادتهم لتتمّ الحجّة البالغة ، وليميّز الله الخبيث من الطيّب ، وليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة.
ولذلك ترى لهجة التسليم الكامل في كلام أمير المؤمنين عليه السلام مع تلك المصائب العظيمة التي تحمّلها في سبيل الله تعالى يقول : «شكراً لله على نعمائه ، وصبراً على بلائه ، وتسليماً ورضاً بقضائه» (٢).
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٢٦١ ح ٤.
(٢) بحار الأنوار : ج ٣٣ ص ١٥٣ ب ١٦ ح ٤٢١.