.........................................
____________________________________
من قوله تعالى : (وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ) (١) ، كما يدلّ عليه حديث الهروي ، قال : كان الرضا عليه السلام يكلّم الناس بلغاتهم ، وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكلّ لسان ولغة.
فقلت له يوماً : يابن رسول الله إنّي لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها.
فقال : «يا أبا الصلت أنا حجّة الله على خلقه ، وما كان الله ليتّخذ حجّة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم ، أوَ ما بلغك قول أمير المؤمنين عليه السلام : «اُوتينا فصل الخطاب» فهل فصل الخطاب إلاّ معرفة اللغات» (٢).
واُعطوا عليهم السلام أيضاً غير ذلك من معاني الكلام الفصل كما يستفاد من إطلاق حديث المفضّل الجعفي عن الإمام الصادق عليه السلام.
قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : «اُعطيت تسعاً لم يُعطها أحد قبلي سوى النبي صلى الله عليه وآله لقد فتحت لي السبل ، وعلمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب» (٣). وقد فسّره العلاّمة المجلسي قدس سره بالخطاب الفاصل بين الحقّ والباطل ، والخطاب الواضح ، والخطاب المسكت.
__________________
(١) سورة ص : الآية ٢٠.
(٢) بحار الأنوار : ج ٤٩ ص ٨٧ ب ٦ ح ٣.
(٣) بحار الأنوار : ج ٢٦ ص ١٤١ ب ٩ ح ١٤.