.........................................
____________________________________
٣ ـ حديث معمّر بن خلاّد قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) (١) ثمّ قال لي : «ما الفتنة؟ قلت : جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدِّين.
فقال : يفتنون كما يفتن الذهب ، ثمّ قال ك يخلّصون كما يخلّص الذهب» (٢).
فالإبتلاء الإمتحاني عام للناس أجمعين حتّى الأنبياء المكرّمين ، كما تلاحظه في ابتلاء سيّدنا إبراهيم الخليل عليه السلام في التكاليف الموضوعة عليه والأوامر الملقاة إليه (٣).
إلاّ انّ أهل البيت عليهم السلام هم الباب الإلهي الذين اصطفاهم الله تعالى في بدء الخلق ثمّ جعلهم باباً لامتحان الناس ليتبيّن المطيع من العاصي ، والمحسن من المسيء ، والسعيد من الشقي ، كباب حطّةٍ التي امتحن الله تعالى بها بني اسرائيل بدخوله سُجّداً وأن يقولوا عند دخولهم حطّة يعني حطة لذنوبنا ، أو حطّ عنّا ذنوبنا ، فدخلها قوم قائلين حطةً فنجوا ، وبدّل الذين ظلموا قولاً غير ذلك فهلكوا.
وأهل البيت عليهم السلام مثل ذلك الباب الامتحاني ، من دخل في باب متابعتهم نجى وغفر له ، ومن لم يدخل هلك وعوقب عليه.
بل هم أفضل من باب حطّة بني إسرائيل ، التي كانت من الخشب ، وأهل البيت ناطقون صادقون هادون.
وقد ورد في ذلك الأحاديث المتّفق عليها بين الفريقين كما تلاحظها في المصادر ، منها :
١ ـ ما عن ابن عبّاس قال رسول الله صلى الله عليه وآله : «من دان بديني ، وسلك منهاجي ، واتّبع سنّتي فليُدِن بتفضيل الأئمّة من أهل بيتي على جميع اُمّتي ، فإنّ مثلهم في هذه
__________________
(١) سورة العنكبوت : الآية ٢.
(٢) الكافي : ج ١ ص ٣٧٠ باب التمحيص والامتحان ح ٢ ـ ٤.
(٣) كنز الدقائق ك ج ٢ ص ١٣٣.