آمَنْتُ بِكُمْ وَتَوَلَّيْتُ آخِرَكُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ اَوَّلَكُمْ (١)
____________________________________
(١) ـ تبيّن هذه الفقرة الشريفة والتي تليها دعائم الدين وحدود الإيمان ، أعني التولّي والتبرّي كما تلاحظ دعاميّتها في الأحاديث المعتبرة (١).
ومعنى هذه الفقرة : آمنت بكم قلباً ولساناً ، وفي عالم الذرّ وهذه الدنيا أتولّى آخركم وأعتقد به وأتّخذه وليّاً بنحو ما كنت أتولّى به أوّلكم وأعتقد به وأتّخذه وليّاً.
أي أتولّى الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه بمثل ما كنت أتولّى أمير المؤمنين عليه السلام كما هو المعنى الظاهر.
أو أتولّى كلّ واحد منكم بنحو ما كنت أتولّى به أوّلكم لأنّ كلّ واحد منهم عليهم السلام آخر ، بالنسبة إلى سابقه (٢).
وعلى الجملة على صعيد إيماني بكم أتولّى جميعكم ، وكلّكم أوليائي بالولاية الإلهية التي ولاّكم بها الله ورسوله صلى الله عليه وآله في يوم العهد المعهود.
فإنّه يلزم الاعتقاد بجميعهم ، ولا يجوز إنكار واحد منهم ، كما تقدّم في الأحاديث (٣).
وذكرناها في فقرة «وأوّلكم وآخركم» فراجع.
لذلك قال الشيخ المفيد قدّس الله روحه في كتاب المسائل ـ فيما حكي عنه ـ : (اتّفقت الإمامية على أنّ من أنكر إمامة أحد من الأئمّة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة فهو كافر ضالّ ، مستحقّ للخلود في النار.
وقال في موضع آخر : اتّفقت الإمامية على أنّ أصحاب البدع كلّهم كفّار ، وأنّ على الإمام أن يستتيبهم عند التمكّن بعد الدعوة لهم ، وإقامة البيّنات عليهم ، فإن تابوا من بدعهم وصاروا إلى الصواب وإلاّ قتلهم لردّتهم عن الإيمان ، وأنّ من مات منهم على ذلك فهو من أهل النار) (٤).
__________________
(١) الكافي : ج ٢ ص ١٨ ح ١ ـ ١٠.
(٢) الأنوار اللامعة : ص ١٧٤.
(٣) الكافي : ج ١ ص ٣٧٣ ح ٤ ـ ٨.
(٤) بحار الأنوار : ج ٢٣ ص ٣٩٠.