.........................................
____________________________________
وأتمّ برهان وبيان لهذه الفقرات الثلاثة المتقدّمة خطبة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام حيث جاء فيها :
«... وكنتم على شفا حفرة من النار ، مذقة الشارب (١) ونُهزة الطامع (٢) وقبسة العجلان ، وموطىء الأقدام (٣) ، تشربون الطَرَق (٤) ، وتقتاتون القدّ (٥) ، أذلّة خاسئين ، تخافون أن يتخطّفكم الناس من حولكم.
فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمّد صلى الله عليه وآله ، بعد اللتيا والتي ، وبعد أن مني ببهم (٦) الرجال ، وذؤبان العرب ، ومردة أهل الكتاب.
كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ، أو نجم قرن الشيطان (٧) أو فغرت فاغرة من المشركين (٨) قذف أخاه في لهواتها (٩) ، فلا ينكفىء حتّى يطأ جناحها بأخمصه (١٠) ويخمد لهبها بسيفه ، مكدوداً في ذات الله ، مجتهداً في أمر الله قريباً من
__________________
(١) مذقة الشارب : شربته.
(٢) نهزة الطامع : بالضمّ ـ الفرصة ، أي الفرصة التي ينتهزها الطامع.
(٣) قبسة العجلان : مثل في الاستعجال. وموطىء الأقدام : مثل مشهور في المغلوبية والمذلّة.
(٤) الطرق : بالفتح ماء السماء الذي تبول به الإبل وتبعر فيه.
(٥) القد : ـ بكسر القاف وتشديد الدال ـ سير يُقد من جلد غير مدبوغ ، وفي البحار : وتقتاثون الورق.
(٦) بهم الرجال : شجعانهم.
(٧) نجم : ظهر ، وقرن الشيطان اُمّته وتابعوه.
(٨) فغرفاه : أي فتحه ، والفاغرة من المشركين : الطائفة منهم.
(٩) قذف : رمى ، واللهوات بالتحريك : ـ جمع لهات ـ : وهي اللحمة في أقصى شفة الفمّ.
(١٠) لا يتكفىء : لا يرجع ، والأخمص ما لا يصيب الأرض من باطن القدم ، وفي البحار : حتّى يطأ صماخها بأخمصه.