.........................................
____________________________________
رسول الله ، سيّداً في أولياء الله ، مشمّراً ، مجدّاً ، كادحاً ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، وأنتم في رفاهية من العيش ، وادعون (١) فاكهون (٢) ...» (٣).
ودونك شواهد وجدانية على تحقّق العزّ والفوز بأهل البيت عليهم السلام وعلى رأسهم سيّد العترة أمير المؤمنين عليه السلام في السيرة الغرّاء والجهود العصماء التي بذلوها سلام الله عليهم في سبيل الدين وأهله ، ولإنقاذ الناس من الجحيم وذُلّه (٤).
ففي يوم الخندق لم يبق بيت من بيوت المشركين إلاّ ودخله الوهن ، ولم يبق بين من المسلمين إلاّ ودخله العزّ (٥).
وقد أقرّ الصديق والعدوّ بذلك ، بل أجمعت الاُمّة على ذلك.
قال ابن دأب : (هدم الله عزّ وجلّ به بيوت المشركين ونصر به الرسول صلى الله عليه وآله واعتزّ به الدين ...
ثمّ الشجاعة كان منها على أمر لم يسبقه الأوّلون ، ولم يدركه الآخرون من النجدة والبأس ومباركة الأخماس على أمر لم يرَ مثله ، لم يولّ دبراً قطّ ، ولم يبرز إليه أحد قطّ إلاّ قتله ، ولم يكعّ عن أحد قطّ دعاه إلى مبارزته ، ولم يضرب أحداً قطّ في الطول إلاّ قدّه ، ولم يضربه في العرض إلاّ قطعه بنصفين ، وذكروا أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله حمله على فرس ، فقال : بأبي أنت واُمّي ما لي وللخيل أنا لا أتبع أحداً ولا
__________________
(١) وادعون : ساكنون.
(٢) فاكهون : ناعمون.
(٣) الاحتجاج : ج ١ ص ١٣٥ ، بحار الأنوار : ج ٢٩ ص ٢٢٤ ، وتلاحظ الشرح في كتاب فاطمة الزهراء : ص ٤٢٣ ، وبهجة قلب المصطفى : ص ٣٣٧ ، وسوگنامه فدك : ص ٥٢٣.
(٤) بحار الأنوار : ج ٤١ ص ٥٩ ب ١٠٦ الأحاديث.
(٥) لاحظ الإمام علي من المهد إلى اللحد : ص ٧٩.