.........................................
____________________________________
لا تقترح على الله بهم أن يجعلك أغنى أهل المدينة؟
فقال سلمان قدس سره : دعوت الله وسألته ما هو أجلّ وأنفع وأفضل من ملك الدنيا بأسرها ، سألته بهم عليهم السلام أن يهب لي لساناً ذاكراً لتحميده وثنائه ، وقلباً شاكراً لآلائه ، وبدناً على الدواهي الداهية صابراً ، وهو عزّ وجلّ قد أجابني إلى ملتمسي من ذلك ، وهو أفضل من ملك الدنيا بحذافيرها وما اشتمل عليه من خيراتها مائة ألف ألف مرّة.
وفي هامش الكتاب نقل حديث الأمالي عن الإمام العسكري عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال :
«إنّ الله سبحانه يقول : عبادي من كانت له إليكم حاجة فسألكم بمن تحبّون أجبتم دعائهم ، ألا فأعلموا أنّ أحبّ عبادي إليّ وأكرمهم لدي محمّد وعلي حبيبي ووليي.
فمن كانت له إليّ حاجة فليتوسّل إليّ بهما ، فإنّي لا أردّ سؤال سائل يسألني بهما وبالطيبين من عترتهما ، فمن سألني بهم فإنّي لا أردّ دعاءه ، وكيف أردّ دعاء من سألني بحبيبي وصفوتي ووليي وحجّتي وروحي ونوري وآيتي وبابي ورحمتي ووجهي ونعمتي!
ألا وإنّي خلقتهم من نور عظمتي ، وجعلتهم أهل كرامتي وولايتي ، فمن سألني بهم عارفاً بحقّهم ومقامهم ، أوجبت لهم منّي الإجابة وكان ذلك حقّاً» (١).
وفي حديث شعيب العقرقوفي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : «إنّ يوسف أتاه جبرئيل فقال : يا يوسف إنّ ربّ العالمين يقرئك السلام ، ويقول لك : من جعلك أحسن خلقه؟
__________________
(١) عدّة الداعي : ص ١٥١.